محمود الخولي يكتب: مبادرة "الإتفاق" المحظور!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

المبادرة التى طرحها قبل أيام الرئيس الأمريكى جو بايدن، من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، ولدت فاقدة لمقومات الإتفاق الجمعي، وكأنه قد فرض عليها الحظر، بعد أن رفضتها تل أبيب،رغم أنها لاقت ترحيبًا عالميًا كبيرًا، فضلا عن مباركة حركة حماس بـ المقترح.
 
الكيان الصهيوني يري أن الحرب لن تنتهى، حتى تحقيق جميع أهدافها، وبذلك يكون الجناح المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، قد حسم  اتجاه بوصلته وموقفه من الخطة الأمريكية، بالرفض المشدد، قبل أن يتوعد بإسقاطها، خاصة وأنها  تعني  في العرف الصهيوني نهاية الحرب، و انتصارا للإرهاب، فضلا عن كونها تمثل لدي بني صهيون، خطرا أمنيا على دولة إسرائيل، وفقا لتصريحات "المتطرف" وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير.
 
ابتداء.. من المهم أن نقف علي دوافع الرئيس الأمريكي إزاء إعلانه مقترحات إنهاء الحرب فى غزة، خاصة وأن معهد " بيو" لدراسات الرأى العام كشف قبل أيام، عن أحد الأسباب المهمة، وهو ما سجلته استطلاعات الرأى العام،من هبوط شعبية  القيادتين الأمريكية والإسرائيلية، بين البالغين من شعبيهما، "نسبة 53% لبنيامين نتنياهو بين الأمريكيين، كما هبطت مؤشرات ثقة الإسرائيليين فى جو بايدن بنسبة 42% للعام الحالى 2024"، وهى نسب تتصاعد سلبيا تجاه كلا الرئيسان الأمريكى والإسرائيلى وفقا للدراسة ذاتها. 
 
علي أية حال، لم يقف بن غفير وحده في مربع الرفض الصهيوني لـ مبادرة بايدن، حيث رافقه في المربع نفسه، بتسائيل سموتيريتش وزيرالمالية الإسرائيلي المتطرف، رافضاعبر حسابه علي"اكس"، أن يكون جزءًا من حكومة توافق علي إنهاء الحرب، من دون تدمير حماس، وإعادة جميع المختطفين، ولا على إلحاق ضرر جسيم بإنجازات الحرب حتى الآن، من خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي، وعودة سكان غزة إلى شمال القطاع، ولا على إطلاق سراح جماعي للإرهابيين الذين سيعودون لقتل اليهود وفق قوله، في إشارة للأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم بموجب صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل.
 
الود ود اسرائيل، وكما يقولون، ابادة قطاع غزة بل والشعب الفلسطيني، ولا يجب أن يغيب عن الذاكرة، دعوة وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، حكومته وجيش كيانه، إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، ولو أدى ذلك إلى مقتل الإسرائيليين الموجودين في القطاع، وما تعني من دعوة واضحة وصريحة لإبادة سكان قطاع غزة، فضلاً عن الاعتراف الصريح بامتلاك الكيان الصهيوني لقنابل نووية، وجهوزيته لاستخدامها في أي وقتٍ وضد أي هدفٍ ولو كان مدنياً.
 
حكومة نتنياهو كما تري، لا تؤمن بالمبادرات الدبلوماسية أوالسياسية، لوقف الحرب في غزة، وإن أحاطتها رعاية أمريكية، ما يمكن معها القول بأن "مبادرة بايدن" لن يقدر لها إبصار "طاقة نور" لإتفاق أو التوافق، بعدما كتب عليها وعلي مثلها الحظر!!
 
 
 
 

 

ترشيحاتنا